لماذا أكتب؟
اليوم، وبعد أن فشلت في إتمام ما بدأت من عشرات القصص والخواطر والمقالات، والتي كان بعضها على بُعد بضع كلمات من النهاية، قررت الكتابة. ربما ستكون البداية من حيث لم أنته بعد، وربما لا، ولكن لا يهم: فما يتملكني من شعور بالفرحة الآن بقدرتي على السير في هذا الطريق يكفيني، على الأقل الآن
لشبه المكتمل معي حكاية، فهو يشبهني في كل شيء. إنّ بيني وبين الهندسة الكيمائية وإدارة الأعمال والعربية (لغة وثقافة) والإعلام والسياسة والموسيقى، بيني وبينها أنصاف أو ثلاثة أرباع الحكاية، ولكل منها شيء مني ولكن ليس كلي، فهي كالجداول الصغيرة- أو الكبيرة- التي تصب في بحر.. وليكن كل هذا البحر أنا، ولتكن أيامي موجاته. ولكن قبل ذلك كله، أنا فلسطيني الدم والهم والانتماء (والفلسطيني بحد ذاته حالة فسيفسائية من الهوية والتاريخ والجغرافيا والثقافات،) إسلامي الروح، عربي الثقافة، كردي الهوى، أسترالي المتنفس، أممي النظرة وأولا وأخيرا: إنساني التفكير، أو هكذا أريد.. فأية حكاية تلك التي سأكملها للنهاية، وعلى حساب أية حكاية أخرى؟
سألني أحدهم: لماذا يكتبون؟ وأقول إن الفكرة التي لا تتحول إلى كلمة أو نغم أو لوحة تموت اختناقا في أذهاننا، ومن كتبوا ورسموا ولحنوا فعلوا ذلك سعيا وراء الجمال أيا كان شكله أو مصدره. فسيرا على هذا الدرب ولأني سئمت أنصاف القصص، سأكتب
يوسف - ملبورن
6 - ربما 7- نوفمبر، 2011